الحجامة في رمضان: بين الفوائد والأضرار والجدل الفقهي

تُعتبر الحجامة من العلاجات التقليدية التي انتشرت في الثقافات الإسلامية والعربية، مستندة إلى أحاديث نبوية شهادات العملاء وتجاربهم في مركز رمضان للحجامة بأكاديروأقوال علماء. ومع ذلك، يثار الجدل حول ممارستها في شهر رمضان، خاصةً فيما يتعلق بأضرارها الصحية وحكمها الشرعي للصائم. في هذا المقال، نستعرض أبرز الجوانب المتعلقة بالحجامة خلال الشهر الكريم.


أضرار الحجامة في رمضان

رغم الفوائد الصحية المنسوبة للحجامة، مثل تحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم، فإن ممارستها أثناء الصيام قد تحمل بعض المخاطر، منها:

  1. الضعف الجسدي: قد تسبب الحجامة فقدانًا للدم أو السوائل، مما يزيد من إجهاد الجسم الضعيف أصلاً بسبب الصيام.
  2. انخفاض ضغط الدم: يعاني بعض الأشخاص من دوار أو إغماء بسبب انخفاض الضغط، خاصة مع عدم تعويض السوائل فورًا.
  3. جفاف الجسم: إذا لم يُعوَّض السائل المفقود بعد الإفطار، قد تتفاقم أعراض الجفاف.

الحجامة في رمضان ليلًا

يميل البعض إلى إجراء الحجامة ليلًا بعد الإفطار لتجنب تأثيرها على الصيام. ورغم أن هذا التوقيت يقلل من خطر الجفاف مقارنة بالنهار، إلا أن الجسم قد يكون ما زال في حالة إرهاق بعد ساعات الصيام الطويلة، مما يستدعي الحذر ومراجعة الطبيب قبل الإقدام عليها.


فوائد الحجامة في رمضان

يدّعي مؤيدو الحجامة أنها تُحفِّز الجسم على التخلص من السموم وتنشيط الجهاز المناعي، خاصة مع تغيير النظام الغذائي في رمضان. كما يُعتقد أنها تساعد في تخفيف آلام العضلات والمفاصل، التي قد تزداد بسبب تغير مواعيد النوم والأكل.


حكم الحجامة للصائم عند المالكية

ذهب المالكية إلى أن الحجامة لا تُفطر الصائم، استنادًا إلى أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل صريح بالتحريم. ومع ذلك، يوصي بعض فقهاء المذهب بعدم المبالغة في ممارستها أثناء النهار تجنبًا للضعف.


الحجامة في رمضان بعد الإفطار

إذا أُجريت الحجامة بعد الإفطار، فإنها تخرج من دائرة الجدل الفقهي المتعلق بالإفطار، لأن الصائم يكون قد استعاد طاقته بالسوائل والطعام. لكن يبقى الشرط الأساسي هو التأكد من الحالة الصحية للشخص.


هل الحجامة تُفطر صيام التطوع؟

اختلف الفقهاء في هذه المسألة؛ فمن يرى أن الحجامة تُفطر في الصيام الواجب يرى أنها تُفطر في التطوع أيضًا، والعكس صحيح. لذا يُنصح بالاحتياط ومراعاة الرأي الراجح في المذهب الذي يتبعه الشخص.


حكم الحجامة عند ابن عثيمين

أفتى الشيخ ابن عثيمين بأن الحجامة تُفطر الصائم، مستندًا إلى الحديث النبوي: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» (رواه أبو داود). ويرى أن هذا الحكم يشمل كل من الحاجم والمحجوم، سواء كان الصيام فرضًا أو نفلًا.


هل يُفطر الحاجم والمحجوم؟

بناءً على الحديث السابق، يرى جمهور العلماء من الحنابلة وبعض الشافعية أن الحجامة تُفطر كلا الطرفين. في المقابل، يرى آخرون -كالمالكية- أن الإفطار خاص بالمحجوم فقط إذا أدت الحجامة إلى ضعف شديد. وهذا الخلاف يدعو الصائم لاستشارة عالم ثقة وفق مذهبه.


توصيات عامة

  • استشارة طبية: التأكد من عدم وجود موانع صحية للحجامة، خاصةً لمرضى الضغط أو الأنيميا.
  • استشارة شرعية: الرجوع إلى عالم متخصص لفهم الحكم التفصيلي وفق المذهب.
  • تجنب النهار: إن أمكن، يُفضل إجراؤها ليلًا بعد تعويض الجسم بالغذاء والسوائل.

في النهاية، تبقى الحجامة مسألة تختلف فيها الآراء الطبية والفقهية. والأولى للصائم أن يوازن بين مصلحة بدنه وعبادته، وأن يحرص على ألا يُضعف نفسه بما يعيق طاعته في هذا الشهر المبارك.

Open chat
Une question? ecrivez moi
Une question? Ecrivez moi
Call Now Button